کد مطلب:281439 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:243

انصار الإمام شخصیات عظیمة
هل أصحاب الإمام من قومیة معینة أم من قبیلة خاصة؟ وهل أنصاره من الرجال دون النساء؟

فی الحقیقة لیس أصحاب الإمام من قبیلة معینة، ولا من قومیة واحدة، بل أصحابه من مختلف القومیات كما وأنهم من طوائف متعددة، بل بعضهم غیر مسلمین فی البدایة حیث یسلمون ویدخلون فی دین الإسلام علی یدیه ویكونون من خیرة أنصاره. كما وأن أغلبهم شباب لا كهول فیهم إلا كالملح فی الزاد والكحل فی العین.ولا ینحصر أصحابه فی الرجال بل للنساء نصیب وافر فی مناصرة الإمام علیه السلام وتتصدر فی القیادة النسائیة خمسون امرأة مجاهدة لهن الدور الریادی فی توجیه المجتمع والقیام بواجب المناصرة لأصحابه الكرام.

وبالرغم من أن أنصار الإمام أقلیة بالنسبة لجمیع الطوائف الإسلامیة, إلا أن قلوبهم قویة كزبر الحدید لا یستوحشون من قلتهم, ولا ینثنون عن عزائمهم، ولا یتراجعون عن أهدافهم الربانیة السامیة. فهم الرجال الصادقون الأقویاء فی الدین والعقیدة, والثابتون فی القتال والمعارك، لم یسبقهم الأولون فی ثبات عقیدتهم ولا یلحقهم الآخرون فی بطولة مواقفهم، یمضون بأمر الله أسوداً فی النهار ورهباناً فی اللیل لا یخافون فی الله لومة لائم ویفعلون ما یؤمرون.

مهامهم كبیرة ومسئولیاتهم عظیمة، ألا وهی تطهیر الأرض من براثن المجرمین فلا یدعون للظالمین من باقیة. وقد وردت فی شأنهم أحادیث كثیرة تمجد بمواقفهم وقلوبهم الممتلئة بالإیمان، المفعمة بالتقوی، والقویة فی المجابهة, والمتمردة علی الطغاة, والخاشعة لله, والمطیعة لولی الله, والصابرة فی المواطن, والصادقة فی الأفعال, المتصدیة للأعداء, أعزة علی الكافرین، أذلة للمؤمنین, یلبسون الخشن, ویأكلون الجشب, یفترشون الأرض, ویلتحفون السماء، هم الصابرون فی المواطن، الزاهدون فی الدنیا، الراغبون لثواب الآخرة، أجسادهم تتحرك علی وجه البسیطة وقلوبهم لا تعرف غیر الحقیقة، ولولا الأبدان لطارت أرواحهم نحو الجنان. هذه صفات أصحاب الإمام ولكی نعرف بشكل أوضح أبعاد صفاتهم السامیة وخلقیاتهم الرفیعة لا بد من إلقاء نظرة علی الأحادیث الواردة فی عظمة صفاتهم وجلالة شأنهم:

1- قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: - تجیء الرایات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحدید , فمن سمع بهم فلیأتهم فیبایعهم ولو حبواً علی الثلج-.

2- هیهات -ثم عقد بیده سبعاً- فقال: ذاك یخرج فی آخر الزمان , إذا قال الرجل الله الله قتل, فیجمع الله تعالی له قوماً قزع كقزع السحاب , یؤلف الله بین قلوبهم, لا یستوحشون من أحد, ولا یفرحون بأحد یدخل فیهم, علی عدة أصحاب بدر, لم یسبقهم الأولون ولا یدركهم الآخرون, وعلی عدد أصحاب طالوت الذین جاوزوا معه النهر-.

3- عن عبد الله بن مسعود عن النبی صلی الله علیه و آله و سلم فی حدیث قال: - وإن أهل بیتی سیلقون بعدی بلاء وتشریداً وتطریداً حتی یأتی قوم من قبل المشرق ومعهم رایات سود یسألون الحق فلا یعطونه, فیقاتلون فینصرون فیعطون ما سألوا, فلا یقبلونه حتی یدفعوا إلی رجل من أهل بیتی فیملؤها قسطا كما ملؤها جوراً, فمن أدرك ذلك منكم فلیأتهم ولو حبواً علی الثلج-.

4- وأخرج ابن جریر فی تهذیب الآثار, وفیه - وولیكم الجابر خیر أمتی ألحقوه بمكة فإنه المهدی یخرج إلیه الأبدال من الشام وعصب أهل المشرق, وكأن قلوبهم زبر الحدید رهبان باللیل , لیوث بالنهار-.

طبعاُ هذه الروایة تختلف مع الروایة السابقة من جهة مبدأ انطلاقة الثورة المهدویة ولكنها تدعم بقیة الروایات فی بیان صفات أصحاب الإمام علیه السلام العظیمة.

5- وأخرج ابن أبی شیبة عن یعلی بن عبید، عن الاجلح، عن عمار، عن سالم بن أبی الجعد عن عبد الله بن عمر قال: - یا أهل الكوفة أنتم أسعد الناس بالمهدی-.

وهذه إشارة واضحة لأهل العراق لأن العاصمة للدولة الإسلامیة كانت الكوفة فی أبان خلافة الإمام أمیر المؤمنین علی علیه السلام فمن خلال هذه الروایة یظهر إن أغلب أنصار الإمام هم من أهل العراق، وهذه بشارة سارة للمؤمنین من أهل الرافدین كما وإن الروایة تتحدث عن عودة مركز الخلافة الإسلامیة إلی الكوفة من جدید بقیادة الإمام المهدی علیه السلام.

6- وأخرج أیضا عن أبی قبیل قال: - یكون بإفریقیة أمیر اثنا عشر سنة, ثم تكون بعده فتنة, ثم یملك رجل أسمر , یملأها عدلا, ثم یسیر إلی المهدی فیؤدی إلیه الطاعة ویقاتل عنه-.

7- وأخرج أیضاً عن الحسن - إن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ذكر بلاءً یلقاه أهل بیته, حتی یبعث الله رایة من المشرق سوداء , من نصرها نصره الله, ومن خذلها خذله الله , حتی یأتوا رجلاً اسمه كاسمی فیولیه فیولونه، أمرهم , فیؤیده الله وینصره.

8- إذا انقطعت التجارات والطرق وكثرت الفتن خرج سبعة رجال علماء من أفق شتی علی غیر میعاد, یبایع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً, حتی یجتمعوا بمكة, فیلتقی السبعة فیقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فیقولون: جئنا فی طلب هذا الرجل الذی ینبغی أن تهدأ الفتن علی یدیه, هذه الفتن وتفتح علی یدیه القسطنطینیة, قد عرفناه باسمه واسم أبیه وأمه وحلیته فیتفق السبعة علی ذلك فیطلبونه فیصیبونه بمكة, فیقولون له: أنت فلان بن فلان؟ فیقول: لا بل أنا رجل من الأنصار , حتی یفلت منهم , فیصفونه لأهل الخبرة منهم والمعرفة به , فیقال: هو صاحبكم الذی تطلبونه وقد لحق بالمدینة, فیطلبونه بالمدینة فیخالفهم إلی مكة فیطلبونه بمكة فیصیبونه فیقولون: أنت فلان بن فلان, وأمك فلانة بنت, وفیك آیة كذا وكذا. وقد أفلت منا مرة فمد یدك نبایعك فیقول: لست بصاحبكم أنا فلان بن فلان الأنصاری مروا بنا حتی أدلكم علی صاحبكم, حتی ینفلت منهم فیطلبونه بالمدینة فیخالفهم إلی مكة, فیصیبونه بمكة عند الركن, فیقولون له: إثمنا علیك ودماؤنا فی عنقك إن لم تمد یدك نبایعك، هذا عسكر السفیانی قد توجه فی طلبنا , علیهم رجل من جرم - حرام- فیجلس بین الركن والمقام فیمد یده فیبایع له ویلقی الله محبته فی صدور الناس, فیسیر مع قوم أسد بالنهار ورهبان باللیل-.

وردت فی هذه الروایات صفة أصحاب الإمام بالأسود الضاریة فی النهار، وبالرهبان الخاشعة فی اللیل وهی حالات متناقضة لا تجتمع إلا فی قلوب المؤمنین المفعمة بالإیمان والتقوی الملیئة بالمعرفة والیقین وهم نجباء مصر والشام الذی جعلهم الله مؤمنین عارفین فی وسط مجتمعهم المنحرف بدلاً عن الكافرین الفاسقین فی المجتمع الإسلامی وعصائب العراق وهم الذین تعصبوا للحق وللحقیقة لا یخافون فی الله لومة لائم فلا یتهاونون ولا یجبنون ولا یترددون فی تنفیذ الأوامر الربانیة...

9- عن النبی صلی الله علیه و آله و سلم: - یخرج رجل من وراء النهر یقال له الحارث بن حراث علی مقدمته رجل یقال له منصور, یوطن أو یمكّن لآل محمد كما مكنت قریش لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وجب علی كل مؤمن نصره , أو قال إجابته-.

10 إن أصحاب القائم شباب لا كهول فیهم إلا كالكحل فی العین أو كالملح فی الزاد , وأقل الزاد الملح.

11- الأبدال بالشام , والنجباء بمصر , والعصائب بالعراق-.

یظهر من هذا الحدیث الشریف إن أغلب المجتمعات البشریة فی ذلك الزمن تغرق فی المفاسد والمظالم إلا مجموعة قلیلة منهم وهم النجباء والعصائب والأبدال المتمسكون بدینهم والمحافظون علی شرفهم وطهارة نفوسهم وهم أصحاب الإمام المهدی علیه السلام.

12- إذا هلك الخاطب, وزاغ صاحب العصر, وبقیت قلوب تتقلب (ف) من مخصب ومجدب, هلك المتمنون, واضمحل المضمحلون, وبقی المؤمنون, قلیل ما یكونون, ثلاثمائة أو یزیدون, تجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم یوم بدر, لم تقتل ولم تمت-.

13- إذا قام قائم آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب, فیجتمعون كما یجتمع القزع الخریف, فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة, وأما الأبدال فمن أهل الشام-.

وجاء فی الأحادیث الشریفة أن أصحابه علیه السلام یجتمعون معه بعد الإذن الإلهی له بالخروج.

14- روی عن الإمام الصادق علیه السلام: - إذا أُذن الإمام دعا الله باسمه العبرانی فأُتیحت له صحابته... فهم أصحاب الألویة منهم من یفتقد عن فراشه لیلاً... ومنهم من یُری یسیر فی السحاب نهاراً...-.

15- قال الإمام الباقر علیه السلام: -..فمن كان ابتلی بالمسیر وافی، ومن لم یبتل بالمسیر فقد عن فراشه-.

16- وجاء عن أمیر المؤمنین علیه السلام - ألا بأبی وأمی وهم من عدةٍ، أسماؤهم فی السماء معروفة وفی الأرض مجهولة.

17- وعن إیمانهم وصفاتهم وتوحدهم قال الإمام علی علیه السلام: -.. كأنهم لیوث قد خرجوا من غاب قلوبهم مثل الحدید لو أنهم هموا بإزالة الجبال الرواسی لأزالوها عن مواضعها، وهم الذین وحدوا الله حق توحیده، لهم فی اللیل أصوات كأصوات الثواكل من خشیة الله تعالی، قیام فی لیلهم وصوام فی نهارهم كأنهم من أب واحد وأم واحدة، قلوبهم مجتمعة بالمحبة والنصیحة..-.

18- قال الإمام الباقر علیه السلام: - یبایع القائم بین الركن والمقام ثلاثمائة ونیف عدة أهل بدر فیهم النجباء من أهل مصر والأبدال من أهل الشام والأخیار من أهل العراق-.

19- وروی عن الإمام الرضا علیه السلام: - والله أن لو قد قام قائمنا یجمع الله إلیه شیعتنا من جمیع البلدان-.

20- قال أبو بصیر للإمام الصادق علیه السلام: جعلت فداك لیس علی الأرض یومئذ مؤمن غیرهم؟

قال: بلی، ولكن هذه (العدة) التی یخرج الله فیها القائم علیه السلام هم النجباء والقضاة والحكام والفقهاء فی الدین..-.

21- وروی أن من بین هؤلاء الأصحاب یكون هناك عدد من النساء اللاتی تتحملن المسؤولیات الكبیرة فی دولة المهدی علیه السلام تقول الروایة: یجیء والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فیهم خمسون امرأة...- فی دلائل الإمامة عن الإمام

الصادق علیه السلام: - أن مع القائم علیه السلام ثلاث عشر امرأة، یداوین الجرحی ویقمن علی المرضی كما كان مع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم -.

22- وروی عن الإمام الصادق علیه السلام: - یقف بین الركن والمقام فیصرخ صرخة فیقول: یا معشر نقبائی وأهل خاصتی ومن ذخرهم الله لنصرتی قبل ظهوری علی وجه الأرض ائتونی طائعین. فترد صیحته علیه السلام علیهم وهم علی محاربیهم وعلی فرشهم فی شرق الأرض وغربها فیسمعونه فی صیحة واحدة فی أذن كل رجل فیجیئون نحوها-.

23- قال الإمام الباقر علیه السلام: -... وهم والله الأمة المعدودة... یجتمعون فی ساعة واحدة قزعاً كقزع الخریف... فیبایعونه بین الركن والمقام ومعه عهد من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم قد توارثته الأبناء عن الآباء-.

24- وعن الإمام الصادق علیه السلام أیضاً: - إن صاحب هذا الأمر محفوظ له أصحابه لو ذهب الناس جمیعاً أتی الله له بأصحابه وهم الذین قال الله عز وجل: (فإِن یَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَیْسُوا بِهَا بِكَافِرِینَ) (الانعام:89).

25- وروی عن النبی صلی الله علیه و آله و سلم: - إنی لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خیولهم هم خیر فوارس علی ظهر الأرض یومئذ، أو من خیر فوارس علی ظهر الأرض-.

26- قال أمیر المؤمنین علیه السلام فی شأن البیعة وشروطها بین هؤلاء الأصحاب والقائم علیه السلام: - یبایعون علی أن لا یسرقوا ولا یزنوا ولا یقتلوا ولا یهتكوا حریماً محرماً ولا یسبّوا مسلماً ولا یهجموا منزلاً ولا یضربوا أحداً إلا بالحق ولا یركبوا الخیل الهمالیج ولا یتمنطقوا بالذهب ولا یلبسوا الخز ولا یلبسوا الحریر ولا یلبسوا النعال الصرارة ولا یُخربوا مسجداً ولا یقطعوا طریقاً ولا یظلموا یتیماً ویأكلون الشعیر ویرضون بالقلیل ویجاهدون فی الله حق جهاده ویشمون الطیب ویكرهون النجاسة، ویشرط لهم علی نفسه ألا یتخذ صاحباً ویمشی حیث یمشون ویكون من حیث یریدون یرضی بالقلیل ویملأ الأرض بعون الله عدلاً كما ملئت جوراً، یعبد الله حق عبادته..-.

27- وروی عن الإمام الحسین علیه السلام، عن الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم: -... یجمع الله عز وجل من أقاصی البلاد علی عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، معه صحیفة مختومة فیها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وصنائعهم وكلامهم وكناهم، كرّارون مجدّون فی طاعته-. والحدیث طویل أخذنا منه موضع الحاجة.

من خلال هذه الأحادیث اتضح إن أصحاب الإمام هم النخبة الطاهرة والفئة الخالصة والطلیعة المجاهدة من المجتمع الإسلامی التی إمتلأت قلوبهم بالإیمان والتقوی وخلصت من الشرك وطهرت من النفاق وعرفت بالنجابة والشرف وسمت بالمعرفة والإخلاص وقویت بالتوكل علی الله فهم الصفوة الطیبة الطاهرة والمجاهدة والمثابرة المستخلصة من الأمة الإسلامیة التی لا تعرف للتعب من معنی ولا للظالمین من قیمة ولا للمفاهیم الجاهلیة من أهمیة، فهم یثورون علی كل طاغوت ویحاربون الظالمین وینهضون بكل ما أوتوا من قوة، فلا یهابون من شیء ولا یخافون من أحد ولا یجبنون رغم قلة عددهم وضئالة عتادهم وعلی الله یتوكلون ومنه یستمدون العون والمساعدة ویخوضون المعارك الضاریة بكل شجاعة وبسالة كالأسود الضاریة ولا یخافون فی الله لومة لائم. هذه هی صفات أصحاب الإمام المهدی علیه السلام وهذه هی مناقبهم وأعمالهم وتواضعهم وجهادهم وعبادتهم وزهدهم، فهل تجد لهم نماذج علی وجه البسیطة؟ وهل لهم أمثال مشابهة علی ظهر الكرة الأرضیة؟